الاسلام: 08/03/10

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

الاسلام


الاسلام
ليست الدعوه الاسلاميه قاصره على العرب وانما هى للناس اجمعين .
قال تعالى:
(قل ياايها الناس انى رسول الله اليكم جمعيا )
قال تعالى:
(تبارك الذى نزل الفرقان ليكون للعالمين نذيرا)
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
(فضلت على الانبياء بست منها كان كل نبى يبعث الى قومه خاصه وبعثت للناس كافه)

وفى اطار التطبيق العملى للدعوه الاسلاميه العالميه بعث النبى –صلى الله عليه وسلم- برسائل الى ملوك ذلك العصر فى السنه السادسه من الهجره , فارسل الى (هرقل) قيصر الروم , والى (كسرى) ملك الفرس,والى المقوقس (حاكم مصر), والى النجاشى ملك الحبشه ,والى غيرهم.

كما امر –صلى الله عليه وسلم- اصحابه بالدعوه الاسلاميه بعزيمه قويه,

وقال لهم :
(ان الله بعثنى رحمه للناس كافه ,فادوا عنى يرحمكم الله , ولا تختلفوا على كما اختلفت الحواريون على عيسى بن مريم)
قالوا:وكيف كان اختلافهم يارسول الله؟
قال: (دعاهم الى الذى دعوتكم اليه, فاما من بعثهم مبعثا قريبا فرضى وسلم, واما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل).


ومن دار الهجره (المدينه المنوره), وثب نور الاسلام المبين الى كل صقع وناحيه من الدنيا ,فكانت الفتوحات الاسلاميه الكبرى فى العراق والشام ومصر فى عهد الخليفتين ابى بكر وعمر –رضى الله عنهما – ثم امتدت الى الغرب والشرق والشمال , فى عهد عثمان –رضى الله عنه- ووصلت الفتوحات فى اواخر القرن الاول الهجرى , حدود الهند , وفتحت الاندلس (اسبانيا ) غربا , ثم توغلت الفتوحات فى الهند شرقا , ودارت حول افرقيا غربا ,
وفتح المسلمون بلادا واقطارا فى شرق افريقيا , لم تطاها قدم غاز , ولا سل  فيها سيف , وسرى نور الاسلام وسط هذه القاره عن طريق التجاره والهجره , وقد تم كل ذلك فى وقت قصير , وحقق الاسلام معجزه فى سرعه انتشاره , وانتقل الاسلام من (اريتريا ) الى (الصومال) الى (كينيا) الى (زنجبار) , كما انتقل من(حضرموت) وجنوب جزيره العرب ومن الهند نحو(الملايو) و(اندونسيا) متوغلا فى المحيط الهندى , واتسعت رقعته , وامتدت انواره الى الصين والفلبين وجنوب روسيا , ولم يبق مكان على ظهر الارض , الا وانتشر فيه نور الاسلام.

العامل الاساسى لانتشار الاسلام:


ان العامل الاساسى لانتشار الاسلام –بصفه عامه- هو انه دين الفطره التى تستجيب له طواعيه لو خلى بينها وبينه , ولولا العوائق البيئيه والاسريه , لكان الناس امه واحده على دين الاسلام , ثم ان مبادئه السليمه القويمه مقارنه بغيره من الاديان الاخرى .
الاسلام يصون كرامه الانسان , ويلبى كل حاجاته العقليه والنفسيه , فى الوقت الذى لايكلف اتباعه شيئا فوق المحتمل,. ولا يكلفهم من امرهم عسرا, وذلك لان الاسلام لايحجب احدا عن الله , بل يكفى ان ينطق الانسان بالشهادتين ليكون بعد ذلك مسلما , ويصبح له ما للمسلمين وعليه ماعليهم .
اما فى الاديان الاخرى , فان الانسان يظل تابعا لرجل الدين فى كل ما يتصل بعلاقته بالله .

اين هذا من موقف الاسلام حين يدعو ربه بلا واسطه , ويتقرب اليه بلا شفيع الا عمله الصالح,
قال تعالى:
( واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوه الداعي اذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
والمؤمن حين يؤمن بالاسلام , لايؤمن باسرار او امور لايقبلها العقل –كما فى الاديان الاخرى- حتى الغيب الذى نؤمن باسرار او امور لايقبلها العقل كما فى الاديان الاخرى بل هو حقيقه , فان الانسان لايرى الله –سبحانه وتعالى- بالعين المبصره , وانما يحس به فى نفسه , وفى كل ما حوله بالبصيره النيره , والحقيقه الكبرى فى هذا الكون هى (خالقه)فهو الحق ولا حق غيره , وحين يؤمن المسلم بالله فهو يلفت ذلك الى عجائب الخلق , وكل ما فيه معجز وخارق , والكل يراه راى العين فى شخصه الذى يتحرك ويعيش ويفهم , ولايدرى كيف ذلك؟ فاذا لم يؤمن الا نسان بالله , فكيف يعلل حياته وحركه جسده ونبض قلبه.
واذا امن الانسان بالله , فلابد له من الايمان بنبيه الذى اختاره الله تعالى ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا.
اذا اراد الانسان ان يؤمن بالله فلابد ان يكون هذا الايمان بالطريقه التى يريدها الله وليس بالطريقه التى يهواها الانسان,
بمعنى ان الانسان لايسطيع ان يقول انا اؤمن بالله ولا اصدق رسوله فان ايمان هذا مردود عليه وخاب وخسر فى الدنيا والاخره.

 
الحقيقه ان داعيه الاسلام الاكبر , هو الاسلام نفسه , فقد تضمنت عقيدته وشريعته من الفضائل , مايجعل الناس يحرصون اشد الحرص على ان يدخلوا فيها , هذا الى جانب ماتعطيه من الامل فى حياه طيبه فى هذه الدنيا, ومن نعيم ابدى فى الاخره.




ولقد شق الاسلام طريقه بنفسه , ومازال سحره الخلاب ياخذ بالالباب , وربما خذله اتباعه زمنا , فانتصر بقوته الذاتيه.

ومن الملاحظ انه لم تكن للمسلمين سياسه موضوعه لنشر الاسلام ويقوم عليها رجال متخصصون , يجرون اعمالهم على مناهج مقرره ,كما هو الحال فى النصرانيه مثلا :

–حيث نجد البابوبيه الكاثوليكيه, وما يتبعها من منظمات كهنوتيه , وكذلك فيما تنظمه الهيئات البروتستانيه من حملات التبشير , تعد رجالها فى معاهد متخصصه وتنفق عليها المال الوفير , ثم ترسلهم الى البلاد العديده لدعوه الناس الى اديانها باساليب علميه مدرسه , لاقناع من يصادفونه من الناس , بصدق مايدعون , وادخالهم فى عقيدتهم , ويبلغ الامر ان هؤلاء الدعاه يتركون الدنيا ليخلصوا للدعوه خلوصا تاما كما نعرفه فى جماعات الرهبان المسيحيه والبوذيه احيانا.

وفى الاسلام لانجد شيئا من هذا الافى العصر الحالى , عندما تزايدت تيارات التبشير الغير اسلاميه, ولم يعد هناك طريق اخر الا ان يعتنى المسلمون بالدعوه وتنظيمها واعداد الدعاه القادرين عليها وفيما عدا ذلك , كان الاسلام هو الذى نشر نفسه بنفسه , وهو الذى دعا لنفسه , واجتذب قلوب الناس فاسلموا حبا فى الاسلام , واعجابا به , والتماسا لرحمه الله وهداه عن سبيله .

غير ان قوه الاسلام الذاتيه غلبت تنظيمات الدعاه واثبتت انها اشد فعلا وابعد اثرا من المال الذى ينفقه الاخرون على دعواهم , وانتشلا الاسلام واتسع مداه , ودخلت فيه الامم من تلقاء نفسها بمجرد وصول الدعوه اليها , ولقد كان العرب يفتحون البلد ويعرضون على اهلها الاسلام ويتركونهم يقتنعون به بكل تؤده وتمهل , حتى ادعى بعض الشائنين للعرب انهم لم يكونوا يهتمون بنشر دينهم , وان الجزيه كانت احب اليهم من الاسلام وغير ذلك مما نجده مكتوبا فى مؤلفات اعداء الاسلام.
وطبعا لم يكن ذلك من عدم حرص من المسلمين على نشر الاسلام , وانما كان سيرا على الاسلوب الدعوى فى العهد الاسلام الاول: وهو عرض الدين على الناس وتركهم بعد ذلك احرار الى ان يهدى الله منهم من يشاء .

يقول الؤرخ د/ حسين مؤنس :

اعدت النظر فى المصور الخغرافى لارى مافتحنا بجهادنا , وما فتح الاسلام بنفسه بالحكمه والموعظه الحسنه , فخشعت نفسى , لاننى وجدت ان الاسلام قد فتح بنفسه اضعاف ما فتحنا به , وان الدعوه الحق فى تاريخنا كانت امضى من السيف او من كل سلاح , حتى البلاد التى خضنا فيها معارك لندخلها , كان الاسلام هو الذى فتح قلوب اهلها واستقر فيها وجعل بلادهم ديارا , ورايت الاسلام منذ اكرم الله الارض به فاتحا مظفرا يجد طريقه الى القلوب , كما ينساب الماء الطيب الى الارض فيحييها , فتخضر وتخرج ثمارا زكيا.


 الطرق التى انتشر بها الاسلام:

الطريق الاول: طريق الدعوه الى الله بالحسنى والموعظه الحسنه والمعامله الطيبه:
ولقد كان لتجار المسلمين اكبر نصيب فى القيام بهذا الدور وقد قاموا بهذا العمل خدمه لدين الله ورغبه فى الثواب الكبير
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-(لان يهدى بك الله رجلا خير لك من حمر النعم)
وقد اعانهم على ذلك معرفتهم بكتاب الله فقههم فى الدين واموال تجمعت فى ايديهم من رباح التجاره انفقوا منها فى سبيل الله.
وبجانب هولاء التجار الدعاه الذين حبوا انفسهم وبذلوا الجهد والوقت للقيام بتعليم الناس الاسلام والدعوه اليه

كذلك كان شق الطرق لتيسير السبيل الى الحج اكبر الاثر فى تنبيه الناس الى الاسلام.


الطريق الثانى : طريق الجهاد والفتح:
ولا يعنى ذلك ان الاسلام انتشر بالسيف والقهر, وهى التهمه الكاذبه التى يطلقها اعداء الاسلام وغيرهم من المستشرقين والضالين.............وهى تهمه ظاهره الفساد من :

الناحيه النظريه....................... والناحيه العمليه.

فمن الناحيه النظريه :
نجد ايات القران الكريم  تؤكد على عدم الاكراه فى الدين
قال تعالى:
(لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )
(افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
(لكم دينكم ولى دين)
والاسلام عندما رفض فكره الاكراه فى الدين , فانه راعى ان المكره على عقيده لن يكون مخلصا لها ةمثل هذالن يفيد المجتمع الاسلامى بل على النقيض من ذلك سيكون عدوا خفيا , وربما عينا لاعداء الاسلام .

ومن الناحيه الواقعيه:
1.  نجد ان الاسلام لو كان انتشر بالسيف , فاى قوه اجبرت المسلمين الاوائل على اعتناق الاسلام وثباتهم عليه والتمسك به مع ما كاموا يلاقونه من انواع العذاب .

وقد اثبت المؤرخون ان فتلاات السلام فى تاريخ صدر الاسلام , كانت هى الفترات التى انتشرت فيها دعوه الاسلام كما حدث بعد صلح الحديبيه.


2.    واذا كان الاسلام قد انتشر بالسيف فبم نبرر وجود اقليات غير مسلمه وسط المجتمعات الاسلاميه.
3.    وكيف تفسر انتشار الاسلام فى بلاد لم تستطع جيوش المسلمين الوصول اليها كاندونسيا وماليزيا.
4.    وكيف نعلل دخول المغول والصليبيين فى الاسلام ,وقد كانت القوة فى ايديهم , وتقدموا غازين للعالم الاسلامى , وقد نجح المغول القضاء على الخلافه العباسيه واسقاط بغداد وتدمير كثير من مظاهر الحضاره الاسلاميه فى البلاد الاسلاميه التى غزوها الا انهم وبعد  ان استقر بهم المقام فى البلاد الاسلاميه واختلطوا بالاسلام وبالمسلمين وتعلموا الاسلام اعتنقوه وصاروا جنودا من جنوده ضد اعدائه ,وكذلك فعل كثير من الصليبين الذين جاءوا من اوربا وغزوا بلاد الشام تحت ستار الدين , وجعلوا الصليب شعارا لهم
ولاشك انه لايمكن تفسير ذلك الاباقتناعهم بان الاسلام هو الدين الحق من رب العالمين.

لقد كان الهدف من حركه الفتوحات الاسلاميه هو:
حمايه الدعوه الاسلاميه من اعدائها المتربصين بها ثم التمكين لهذه الدعوه ونشرها بين الشعوب , ولما كانت الحكومات الظالمه تقف حجرا عثره بين وصول الدعوه الاسلاميه الى الشعوب , كان لابد من ازاحه هذه الحكومات بالقوه العسكريه , ثم عرض الاسلام صافيا نقيا على هذه الشعوب واعطائها الفرصه للدراسه والاقتناع ثم الاختيار بين الثبات على دينها الذى كانت عليه ,
                                                  او الدخول فى
                                                    الاسلام.