الاسلام: 08/02/10

الاثنين، 2 أغسطس 2010


                    بسم الله الرحمن الرحيم
                     الانسان والبحث عن الحقيقه


منذ فجر التاريخ والانسان فى صراع فكرى دائم,ومستمر يبحث بمقتضى فطرته وطبيعه وجوده , عن خالقه وموجده والماده واصلها والروح وكنهها, وكم حاول ولايزال يحاول معرفه سر الحياه وادراك لغز الكون , وحقيقه خالق الوجود.
وطالما تصور الانسان الخالق بصور شتى تناسب ذوقه وعقليته الان عقل الانسان قاصر على تصور الخالق لان عقل ليس بهذا الكمال حتى يتصور خالق السموات والارض إذ أنه ليس كمثله شئ .
الا ان الانسان يخلو الى نفسه يسالها ويحاورها وتحاوره :
اين ذهب ملايين البشر الذين كانوا قبلنا ؟
وهل الموت نهايه ام بدايه ام حصاد العيش فى الدنيا ؟
وما هى الحياه ؟
وما الغرض من الوجود؟
واين كان الانسان قبل الان؟
والى اين المصير؟
ويظل الانسان هكذا حائرا لايدرى من اين اتى ولا الى اين يسير , وطالما تاقت نفسه الى معرفه الحقيقه والاجابه على اسئلته العديده,ليتعرف على خالقه وموجده, ليتحبب اليه ويتقرب منه ويقبل عليه , لانه فى اعماق نفسه يشعر بحاجته اليه, يشعر بحاجته الى حب خالقه وحمايته ,حتى يشعر بالاستقرار والراحه اللذان هما اساس السعاده الحقيقه فى هذه الدنيا.
لقد رائ الانسان ان الدنيا كعجله تدور , ولابد ان تاخذ دورتها كامله حتى نهايه الحياه فاذا بحث الانسان فيما وراء الاكوان تخبط فى ياجير الظنون والاوهام !!!!!!!!!!!!!
عند هذا لايجد بدآ من ان يدع الحياه الى بارئها والأكوان الى خالقها , فما جئنا الى الحياه برغبتنا ولن نتركها بارادتنا .
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو
لماذا يفكر الانسان فى صانع الحياه مع انه لم يراه ابدا بل ويدرك فىاعماق نفسه ان صانع تلك الدنيا من حوله لايمكن ان يكون من بنى البشر او من اى شئ راه من حوله ؟
طبعا لايمكن ان يملك الاجابه على هذا السؤال واحد من البشر بل الذى يملك الاجابه على هذا السؤال هو الله -تعالى-رب العالمين .
قال الله تعالى
واذ اخد ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا ان كنا عن هذا غالفين . او تقولوا انما اشرك ابائنا من قبل وكنا ذريه من بعدهم افتهلكنا بمافعل المبطلون. وكذلك نفصل الايت ولعلهم يرجعون.
ومعنى هذا :
ان الله تعالى لما خلق ادم عليه السلام مسح على ظهره واخرج منه كل ذريته الذين سوف ياتون من بعده وجمعهم فى عالم يسمى بعالم الذر وخاطبهم فقال انا ربكم وليس لكم رب غيرى فعبدونى ولا تشركوا بى شيئا .
اتشهدون على انى ربكم فاجاب الناس جمعيا قالوا نعم نشهد انك ربنا وليس لنا رب غيرك.
ولقد بينا الله لنا الحكمه من هذا الاجتماع بقوله ان تقولوا انما اشرك ابائنا وكنا ذريه من بعدهم افتهلكنا بمافعل المبطلون
اى لئلا تقولوا انما كنا نتبع ابائنا فلا تهلكنا بفعلهم وضلالهم .
ثم كتب الله هذا الميثاق والقمه الحجر الاسود الى يوم القيمه فهذا الميثاق حجه الله علينا يوم القيامه.
الا ان من طبيعه الانسان النسيان فقد نسى الانسان هذا الميثاق وضل عن الطريق الى الله .
الا انه ظل فى اعماق نفسه يسأل عن شئ يشعر انه قد نساه ويظل يبحث عن هذا الشئ المفقود فقد يجده وقد لا يجده.
فماذا فعل الله رب العالمين عندما ضل الانسان الطريق اليه؟
ماتركنا الرحمن تخبط فى الدنيا بل كان دائما سندا وعونا لنا رحمن رحيم.
فأرسل الله الى العالم رسل تدعوا الناس الى عباده الله الواحد الديان وتذكرهم بالميثاق والعهد القديم وتحذرهم من العواقب الوخيمه الناتجه عن معصيتهم لربهم.
زكان الله يؤيد رسله بالمعجزات القاطعه التى يعترف بها الناس انها اشياء خارقه عن العاده .
فمنهم من امن ورجع الى خالقه الحقيقى ومنهم من طغى وتكبر مع اعترافه بصدق رسل الله اليه .
فاكتشاف الانسان حقيقه الدنيا وايمانه بخالقه تمد البشريه بزاد صالح , لا تستمده الا من هذا الطريق.
فان وجود خالق الوجود واضح وتوضيح الواضح اشكال وانكار الواقع عمى وضلال