الاسلام: وسطيه الاسلام والارهاب

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

وسطيه الاسلام والارهاب

المبحث السابع : عن وسطيه الاسلام


المبحث السابع نماذج من الحوار من القرآن الكريم والسنة الشريفة وسير الصحابة رضي الله عنهم ومما ورد في القرآن الكريم من نماذج الحوار مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: { قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }{ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }{ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ

وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 64-68] .
حوار موسى وفرعون
{ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } { قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى } { قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } { قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى } { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى } [طه : 48-52] .

ومن السنة النبوية عشرات الأمثلة يتبين من خلالها أنه صلى الله عليه وسلم كان يربي أصحابه على الحوار حتى في أحلك الظروف وفي المواقف التي تستدعي أناة وترويا ، ومثاله ما كان يوم الحديبية لما كتب الصلح ورأى بعض المسلمين فيها إجحافا ، وقع حوار بين بعضهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
- ألست نبي الله حقا ؟
- قال : بلى .
- قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟!
- قال : بلى .
- قلت : فلم نعطى الدنية في ديننا إذا ؟!
- قال : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري .
- قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟!
- قال : بلى . فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟!
- قال : قلت لا .
- قال : فإنك آتيه ومطوف به .
- قال :فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟
- قال : بلى .
- قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟
- قال : بلى .
- قلت : فلم نعطى الدنية في ديننا إذاً ؟
- قال : أيها الرجل ، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق .
- قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟
- قال : بلى . أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟
- قلت : لا .
- قال : فإنك آتيه ومطوف به .
قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا . . ) [ صحيح البخاري 2 / 978 (2581) ] .

حوار بعض الصحابة حول جمع القرآن
عن الزهري قال أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن يكتب الوحي قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن .
- قال أبو بكر قلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
- فقال عمر : هو والله خير . فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر .
- قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه . فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن .
- قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

- فقال أبو بكر : هو والله خير . فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال . الحديث [ صحيح البخاري ج: 4 ص: 1720 (4402) ]

حوار ابن عباس للخوارج
قال ابن عباس : لما اعتزلت الحرورية وكانوا على حدتهم قلت لعلي يا أمير المؤمنين أخِّر الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال : إني أتخوفهم عليك قلت كلا إن شاء الله فلبست أحسن ما قدرت عليه من هذه اليمانية ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة .
فدخلت على قوم لم أر قوما أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن الابل ووجوهم معلنة من آثار السجود فدخلت فقالوا :
- مرحبا بك يا ابن عباس / لا تحدثوه .
- قال بعضهم لنحدثنه قال :
- قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه .
- قالوا : ننقم عليه ثلاثا .
- قلت : ما هن ؟ .
- قالوا : أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله تعالى إن الحكم إلا لله .
- قلت : وماذا قالوا قاتل ولم يَسْب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت أموالهم وإن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم .
- قال : قلت وماذا .
- قالوا : ومحى نفسه من أمير المؤمنين .
- قال : قلت أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما لا تنكرون أترجعون .
- قالوا : نعم .

- قال : قلت أما قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فإنه تعالى يقول : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } ، إلى قوله : { يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ } وقال في المرأة وزوجها { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا } أنشدكم الله أفحكم الرجال في دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات البين أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم .
- قالوا : اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم .
- قال : أخرجت من هذه ؟ .
- قالوا : نعم .
- وأما قولكم : إنه قتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها إن قلتم نعم فقد كفرتم وإن زعمتم إنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام إن الله تبارك وتعالى يقول : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم أخرجت من هذه ؟ .
- قالوا : اللهم نعم .

- وأما قولكم : محا نفسه من أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال : اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب يا علي محمد بن عبد الله
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي أخرجت من هذه ؟!
- قالوا : اللهم نعم .
فرجع منهم عشرون ألفا وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا رواه الطبراني وأحمد ببعضه ورجالهما رجال الصحيح [ مجمع الزوائد 6 / 239 - 241 ]
انتهى . . وبالله التوفيق . .

المراجع والمصادر أولا : القرآن الكريم .
ثانيا : المراجع العامة :
* أصول الحوار : د / صالح بن حميد ، بحث منشور في مجلة ( لها )
* أصول الحوار : الندوة العالمية للشباب الإسلامي . ط : 1408هـ .
* تدريب الدعاة على الأساليب الخطابية : د / عبد الرب النواب [ مذكرة مخطوطة ]
* الجامع الصحيح : محمد بن إسماعيل البخاري ، ترقيم : د / محمد أديب البغا ، ط : 1407هـ دار ابن كثير ، دمشق .
* صحيح مسلم : مسلم بن الحجاج النيسابوري ، ترقيم : محمد فؤاد عبد الباقي ، ط : دار إحياء التراث العربي .
* عن الإرهاب : د / عبد الله بن عبد المحسن السلطان ، ط : 1424هـ مؤسسة الجريسي ، الرياض .
* لسان العرب : محمد بن منظور الإفريقي ، ط : دار صادر ، بيروت .
* المفردات في غريب القرآن : الراغب الأصفهاني ، ط ( دون تايخ ) دار المعرفة ، بيروت .
الصحف والدوريات :
* جريدة الزمان 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 .
* صحيفة الأهرام عدد 27 / 8 / 2003م .
* مجلة : ( لها ) عدد 3 / 7 / 1424هـ الموافق 30 / 8 / 2003م .
* مجلة نور الإسلام العدد الأول ربيع الأول 1418هـ أغسطس 1997م .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق